قوله تعالى :
أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد .
هذه الآية الكريمة من براهين البعث ، لأن من لم يعي بخلق الناس ولم يعجز عن إيجادهم الأول لا شك في قدرته على إعادتهم وخلقهم مرة أخرى ; لأن الإعادة لا يمكن أن تكون أصعب من البدء . والآيات الدالة على هذا كثيرة جدا ، كقوله تعالى :
وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه [ 30 \ 27 ] ، وقوله تعالى :
قل يحييها الذي أنشأها أول مرة [ 36 \ 79 ] ،
[ ص: 426 ] وقوله :
فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة [ 17 \ 51 ] ، والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة ، وقد أوضحنا
الآيات الدالة على براهين البعث التي يكثر الاستدلال عليه بها في القرآن ، كخلق الناس أولا ، وخلق السماوات والأرض وما فيهما وإحياء الأرض بعد موتها ، وغير ذلك في مواضع متعددة من هذا الكتاب المبارك في البقرة والنحل والحج والجاثية وغير ذلك ، وأحلنا على ذلك مرارا كثيرة .