قوله تعالى : ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون .
ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة أن أهل الجنة يطوف عليهم " غلمان " جمع غلام ، أي خدم لهم ، وقد قدمنا إطلاقات الغلام وشواهدها العربية في سورة الحجر في الكلام على قوله تعالى :
قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم [ 15 \ 53 ] .
ولم يبين هنا ما يطوفون عليهم به ، وذكر هنا حسنهم بقوله :
كأنهم لؤلؤ مكنون في أصدافه ، لأن ذلك أبلغ في صفائه وحسنه ، وقيل : " مكنون " أي مخزون لنفاسته ، لأن النفيس هو الذي يخزن ويكن .
وبين تعالى في الواقعة بعض ما يطوفون عليهم به في قوله :
يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين [ 56 \ 17 - 18 ] ، وزاد في هذه الآية كونهم مخلدين ، وذكر بعض ما يطاف عليهم به في قوله :
يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب [ 76 \ 15 - 16 ] ، وقوله تعالى :
ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير قوارير من فضة قدروها تقديرا [ 76 \ 15 - 16 ] .
والظاهر أن الفاعل المحذوف في قوله :
ويطاف عليهم في آية الزخرف والإنسان المذكورتين هو الغلمان المذكورون في الطور والواقعة ، وذكر بعض صفات هؤلاء الغلمان في الإنسان في قوله تعالى :
ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا
رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا [ 76 \ 19 ] .