قوله تعالى : يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان .
قرأ هذا الحرف
نافع وأبو عمرو : " يخرج " بضم الياء وفتح الراء مبنيا للمفعول ، وعليه فاللؤلؤ نائب فاعل " يخرج " وقرأه باقي السبعة : يخرج بفتح الياء وضم الراء مبنيا للفاعل ، وعليه فاللؤلؤ فاعل " يخرج " .
اعلم أن جماعة من أهل العلم قالوا : إن المراد بقوله في هذه الآية
يخرج منهما أي من مجموعها الصادق بالبحر الملح ، وإن الآية من إطلاق المجموع وإرادة بعضه ، وإن اللؤلؤ والمرجان لا يخرجان من البحر الملح وحده دون العذب .
وهذا القول الذي قالوه في هذه الآية مع كثرتهم وجلالتهم لا شك في بطلانه ، لأن الله صرح بنقيضه في سورة فاطر ، ولا شك أن كل ما ناقض القرآن فهو باطل ، وذلك في قوله تعالى :
وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها [ 35 \ 12 ] ، فالتنوين في قوله : من كل تنوين عوض أي من كل واحد من العذب والملح تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها ، وهي اللؤلؤ والمرجان ، وهذا مما لا نزاع فيه .
وقد أوضحنا هذا في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى :
يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم الآية [ 6 \ 130 ] ، واللؤلؤ الدر ، والمرجان الخرز الأحمر . وقال بعضهم : المرجان صغار الدر واللؤلؤ كباره .
قوله تعالى : وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام .
[ ص: 501 ] قد قدمنا الكلام عليه في سورة الشورى في الكلام على قوله تعالى :
ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام [ 42 \ 32 ] .