قوله تعالى :
وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد .
بين الله - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة والتي قبلها أن إقامة دين الإسلام تنبني على أمرين : أحدهما هو ما ذكره بقوله :
وأنزلنا معهم الكتاب والميزان [ 57 \ 25 ] ، لأن في ذلك إقامة البراهين على الحق ، وبين الحجة وإيضاح الأمر والنهي والثواب والعقاب . فإذا أصر الكفار على الكفر وتكذيب الرسل مع ذلك البيان والإيضاح ، فإن الله تبارك
[ ص: 550 ] وتعالى أنزل الحديد ، أي : خلقه لبني آدم ليردع به المؤمنون الكافرين المعاندين ، وهو قتلهم إياهم بالسيوف والرماح والسهام ، وعلى هذا فقوله هنا :
وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد [ 57 \ 25 ] ، توضحه آيات كثيرة ، كقوله تعالى :
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم [ 9 \ 14 ] ، وقوله تعالى :
فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان [ 8 \ 12 ] ، والآيات في مثل ذلك كثيرة معلومة .
وقوله :
ومنافع للناس [ 57 \ 25 ] ، لا يخفى ما في الحديد من المنافع للناس ، وقد أشار الله إلى ذلك في قوله :
ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع [ 13 \ 17 ] ، لأن مما يوقد عليه في النار ابتغاء المتاع - الحديد .