قوله تعالى :
إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين .
ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة أن الذين يحادون الله ورسوله داخلون في جملة الأذلين - لا يوجد أحد أذل منهم . وقوله :
يحادون الله ورسوله أي يعادون ويحالفون ويشاقون ، وأصله مخالفة حدود الله التي حدها .
وقوله :
في الأذلين أي الذين هم أعظم الناس ذلا . والذل : الصغار والهوان والحقارة .
[ ص: 555 ] وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون الذين يحادون الله ورسوله هم أذل خلق الله ، بينه - جل وعلا - في غير هذا الموضع ، وذلك بذكره أنواع عقوبتهم المفضية إلى الذل والخزي والهوان ، كقوله تعالى :
ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم [ 9 \ 63 ] ، وقوله تعالى :
إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم [ 58 \ 5 ] ، وقوله تعالى :
ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب [ 59 \ 3 - 4 ] ، وقوله تعالى :
فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار [ 8 \ 12 - 14 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .