ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير .
كما قال في سورة " التحريم " :
قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير [ 66 \ 3 ] .
وقال
القرطبي نقلا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11812أبي إسحاق الإسفرائيني : من أسماء صفات الذات ما هو للعلم منها العليم ، ومعناه تفهيم جميع المعلومات ، ومنها : الخبير ، ويختص بأن يعلم ما يكون قبل أن يكون ، ومنها : الحكيم ويختص بأنه يعلم دقائق الأوصاف ، ومنها : الشهيد ويختص بأن يعلم الغائب والحاضر ، ومعناه ألا يغيب عنه شيء . ومنها : الحافظ ويختص بأنه لا ينسى ، ومنها : المحصي ويختص بأنه لا تشغله الكثرة عن العلم مثل ضوء النهار واشتداد الريح وتساقط الأوراق ، فيعلم عند ذلك أجزاء الحركات في كل ورقة ، وكيف لا يعلم وهو الذي يخلق وقد قال :
ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ، ( ومن ) في قوله تعالى :
ألا يعلم من خلق ، أجازوا فيها أن تكون فاعل ( يعلم ) ، وهو الله تعالى ، أي : إن الذي خلق يعلم ما خلق ومنه ما في الصدور .
وأجازوا أن تكون مفعولا والفاعل ضمير مستتر في الفعل ( يعلم ) ، ذكرهما
القرطبي وأبو حيان ، وهو واضح ومحتمل .
ولكن الذي تشهد له النصوص أنها مفعول كما في قوله :
إنه بكل شيء عليم [ 42 \ 12 ] :
يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور [ 40 \ 19 ] .
وقوله :
والله خلقكم وما تعملون [ 37 \ 96 ] ، ومن أعمالهم ما يسرون ، وما يجهرون . والعلم عند الله تعالى .