قوله تعالى :
إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين
فيه عطف عدم الحض على طعام المسكين ، على عدم الإيمان بالله العظيم ، مما يشير إلى أن
الكافر يعذب على الفروع .
وقد تقدم للشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - مبحث هذه المسألة في أول سورة ( فصلت ) عند قوله تعالى :
وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة [ 41 \ 6 - 7 ] ، وكنت سمعت منه - رحمة الله تعالى علينا وعليه - قوله : كما أن الإيمان يزيد بالطاعة ، والمؤمن يثاب على إيمانه وعلى طاعته ، فكذلك الكفر يزداد بالمعاصي . ويجازى الكافر على كفره وعلى عصيانه ، كما في قوله تعالى :
الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون [ 16 \ 88 ] .
فعذاب على الكفر وعذاب على الإفساد ، ومما يدل لزيادة الكفر ، قوله تعالى :
إن [ ص: 262 ] الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم [ 3 \ 90 ] ، وتقدم للشيخ - رحمه الله - مبحث زيادة العذاب عند آية ( النحل ) .