قوله تعالى :
ولو تقول علينا بعض الأقاويل
تقدم للشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - بيان هذا المعنى ، وهو على ظاهره عند الكلام على قوله تعالى :
أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا الآية [ 46 \ 8 ] ، وهو على سبيل الافتراض بالنسبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقد استبعد
أبو حيان أن يكون الضمير في ( تقول ) راجعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ; لاستحالة وقوع ذلك منه - صلى الله عليه وسلم - .
وقال : إنها قرئت بالمبني للمجهول ورفع ( بعض ) ، وقال : وعلى قراءة الجمهور يكون فاعل ( تقول ) مقدرا تقديره : ولو تقول علينا متقول ، وقد ذكر تلك القراءة كل من
القرطبي والكشاف ، ولكن لم يذكرها
ابن كثير ولا
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري ولا
النيسابوري ممن يعنون بالقراءات ، مما يجعل في صحتها نظرا ، فلو صحت لكانت موجهة ولكن ما استبعده
أبو [ ص: 263 ] حيان ، ومنعه بالنسبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - هو في الواقع صحيح ، ولكن على سبيل الافتراض فليس ممنوعا ، وقد جاء الافتراض في القرآن فيما هو أعظم من ذلك .
كما في قوله تعالى
قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين [ 43 \ 81 ] ، وقوله :
لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا [ 21 \ 22 ] ، والنص الصريح في الموضوع ما قاله الشيخ : في قوله تعالى
قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا [ 46 \ 8 ] .