قوله تعالى :
يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ، هذا الغلو الذي نهوا عنه هو وقول غير الحق هو قول بعضهم : إن
عيسى ابن الله ، وقول بعضهم : هو الله ، وقول بعضهم : هو إله مع الله سبحانه وتعالى عن ذلك كله علوا كبيرا ، كما بينه قوله تعالى :
وقالت النصارى المسيح ابن الله [ 9 \ 30 ] ، وقوله :
لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم [ 5 \ 17 ] ، وقوله :
لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة [ 5 \ 73 ] ، وأشار هنا إلى إبطال هذه المفتريات بقوله :
إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم الآية [ 4 \ 171 ] ، وقوله :
لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله الآية [ 4 \ 172 ] ، وقوله :
ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام [ 5 \ 75 ] ، وقوله :
قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا [ 5 \ 17 ] .
وقال بعض العلماء : يدخل في الغلو وغير الحق المنهي عنه في هذه الآية ما قالوا من البهتان على
مريم أيضا ، واعتمده
القرطبي وعليه فيكون الغلو المنهي عنه شاملا للتفريط والإفراط .
وقد قرر العلماء أن الحق واسطة بين التفريط والإفراط ، وهو معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف بن عبد الله : الحسنة بين سيئتين وبه تعلم أن من جانب التفريط والإفراط فقد اهتدى ،
[ ص: 323 ] ولقد أجاد من قال : [ الطويل ]
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد كلا طرفي قصد الأمور ذميم
وقد ثبت في الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - ، أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1007368 " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ، وقولوا عبد الله ورسوله " .