قوله تعالى : فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر
قرئ " برق " بكسر الراء وفتحها ; فبالكسر : فزع ودهش ، أصله من برق الرجل ، إذا نظر إلى البرق فدهش بصره ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة :
[ ص: 373 ] لو أن لقمان الحكيم تعرضت لعينيه مي سافرا كاد يبرق
وقول
الأعشى :
وكنت أرى في وجه مية لمحة فأبرق مغشيا علي مكانيا
و " برق " بالفتح : شق بصره ، وهو من البريق ، أي : لمع بصره من شدة شخوصه .
قال
أبو حيان : والواقع أنه لا مانع من إرادة المعنيين ما دامت القراءتان صحيحتين ، وقد يشهد لهذا النص في سورة "
إبراهيم " في قوله تعالى :
إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم [ 14 \ 42 - 43 ] .
قال
ابن كثير : ينظرون من الفزع هكذا وهكذا ، لا يستقر لهم بصر من شدة الرعب .
وقوله :
يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر ، تقدم للشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - في سورة " ص " على قوله تعالى :
كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص [ 38 \ 3 ] .