قوله تعالى : لابثين فيها أحقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا
لم يبين الأحقاب هنا كم عددها ، وهذه مسألة فناء النار ، وعدم فنائها .
وقيل : المراد بالأحقاب هنا : جزء من الزمن لا كله ، وهي الأحقاب الموصوف حالهم فيها لما بعدهم من كونهم لا يذوقون فيها ، أي : في النار أحقابا من الزمن ، لا يذوقون بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا .
أما بقية الأحقاب فيقال لهم :
فلن نزيدكم إلا عذابا [ 78 \ 30 ] ، وهذه المسألة قد بحثها الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - في كتاب دفع إيهام الاضطراب ، عند الكلام
[ ص: 411 ] على هذه الآية ، وفي سورة " الأنعام " على قوله تعالى :
قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله الآية [ 6 \ 128 ] ، وهو بحث مطول ، وسيطبع الكتاب - بإذن الله تعالى - مع هذه التتمة .
وذكر
القرطبي في معنى الحقب آثارا عديدة منها : عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "
والله لا يخرج من النار من دخلها حتى يكون فيها أحقابا . الحقب : بضع وثمانون سنة ، والسنة ثلاثمائة وستون يوما ، كل يوم ألف سنة مما تعدون . فلا يتكلن أحدكم على أنه يخرج من النار " . ذكره
الثعلبي .
وقد رجح
القرطبي دوامهم - أي : الكفار في النار - أبد الآبدين . اهـ .