قوله تعالى :
إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا
يحتمل أن يكون مرادا به
أصحاب الأخدود ، و " فتنوا " بمعنى أحرقوا ، ويحتمل أن يكون عاما في كل من أذى المؤمنين ليفتنوهم عن دينهم ، ويردوهم عنه بأي أنواع الفتنة والتعذيب .
وقد رجح الأخير
أبو حيان ، وحمله على العموم أولى ; ليشمل كفار
قريش بالوعيد والتهديد ، وتوجيههم إلى التوبة مما أوقعوه بضعفة المؤمنين :
كعمار ،
وبلال ،
وصهيب ، وغيرهم .
ويرجح هذا العموم العموم الآخر الذي يقابله في قوله :
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير [ 85 \ 11 ] فهذا عام بلا خلاف في كل من اتصف بهذه الصفات .