قوله تعالى :
فأنذرتكم نارا تلظى
أي : تتلظى ، واللظى : اللهب الخالص ، وفي وصف النار هنا بتلظى مع أن لها صفات عديدة منها : السعير ، وسقر ، والجحيم ، والهاوية ، وغير ذلك .
وذكر هنا صنفا خاصا ، وهو من "
كذب وتولى " [ 92 \ 16 ] ، كما تقدم في موضع آخر في وصفها أيضا بلظى في قوله تعالى :
كلا إنها لظى نزاعة للشوى [ 70 \ 15 - 16 ] ، ثم بين أهلها بقوله :
تدعوا من أدبر وتولى وجمع فأوعى [ 70 \ 17 ] .
[ ص: 551 ] وهو كما هو هنا :
فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى [ 92 \ 14 - 16 ] ، وهو المعنى في قوله قبله :
وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى [ 92 \ 8 - 9 ] ، مما يدل أن
للنار عدة حالات أو مناطق أو منازل ، كل منزلة تختص بصنف من الناس ، فاختصت لظى بهذا الصنف ، واختصت سقر بمن لم يكن من المصلين ، وكانوا يخوضون مع الخائضين ، ونحو ذلك . ويشهد له قوله :
إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار [ 4 \ 145 ] ، كما أن الجنة منازل ودرجات ، حسب أعمال المؤمنين . والله تعالى أعلم .