المسألة الثالثة :
وصف الرب بـ الذي خلق مع إطلاق الوصف ; وذلك لأن صفة الخلق هي أقرب الصفات إلى معنى الربوبية ، ولأنها أجمع الصفات للتعريف بالله
[ ص: 15 ] تعالى لخلقه ، وهي الصفة التي يسلمون بها
ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله [ 31 \ 25 ] .
ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله [ 43 \ 87 ] .
ولأن كل مخلوق لا بد له من خالق :
أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون [ 52 \ 35 ] ، وقد أطلق صفة الخلق عن ذكر مخلوق ليعم ويشمل الوجود كله ، خالق كل شيء في قوله :
ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء [ 6 \ 102 ] .
الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل [ 39 \ 62 ] .
هو الله الخالق البارئ المصور [ 59 \ 24 ] .
وتلك المسائل الثلاث : هي الأصول في الرسالة وما بعدها دلالة عليها ، فالأمر بالقراءة تكليف لتحمل الوحي ، وباسم ربك بيان لجهة التكليف ، " والذي خلق " تدليل لتلك الجهة ، أي الرسالة والرسول والمرسل مع الدليل المجمل . ولا شك أن المرسل إليهم لم يؤمنوا ولا بواحدة منها ، فكان لا بد من إقامة الأدلة على ثبوتها بالتفصيل .