قوله تعالى : لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين الآية .
[ ص: 230 ] هذه الآية الكريمة توهم أن اتخاذ الكفار أولياء ، إذا لم يكن من دون المؤمنين ، لا بأس به بدليل قوله :
من دون المؤمنين .
وقد جاءت آيات أخر تدل على منع اتخاذهم أولياء مطلقا كقوله تعالى :
ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا [ 4 \ 89 ] ، وكقوله :
لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء الآية [ 5 \ 57 ] .
والجواب عن هذا أن قوله : "
من دون المؤمنين " لا مفهوم له .
وقد تقرر في علم الأصول أن دليل الخطاب الذي هو مفهوم المخالفة له موانع تمنع اعتباره ، منها كون تخصيص المنطوق بالذكر لأجل موافقته للواقع ، كما في هذه الآية لأنها نزلت في قوم والوا
اليهود دون المؤمنين ، فنزلت ناهية عن الصورة الواقعة من غير قصد التخصيص بها ، بل موالاة الكفار حرام مطلقا ، والعلم عند الله تعالى .