قوله تعالى : وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها .
هذه الآية الكريمة تدل على أن
الأنصار ما كان بينهم وبين النار إلا أن يموتوا مع أنهم
[ ص: 242 ] كانوا أهل فترة ، والله تعالى يقول :
وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا [ 17 15 ] .
ويقول :
رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل الآية [ 4 \ 165 ] ، وقد بين تعالى هذه الحجة بقوله في سورة " طه " :
ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى [ 20 134 ] . والآيات بمثل هذا كثيرة .
والذي يظهر في الجواب ، والله تعالى أعلم ، أنه برسالة
محمد صلى الله عليه وسلم لم يبق عذر لأحد ، فكل من لم يؤمن به فليس بينه وبين النار إلا أن يموت .
كما بينه تعالى بقوله :
ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده الآية [ 11 \ 17 ] ، وما أجاب به بعضهم من أن عندهم بقية من إنذار الرسل الماضين ، تلزمهم بها الحجة فهو جواب باطل ، لأن نصوص القرآن مصرحة بأنهم لم يأتهم نذير كقوله تعالى :
لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم [ 36 6 ] .
وقوله :
أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك الآية [ 32 \ 3 ] .
وقوله :
وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك [ 28 \ 46 ] .
وقوله :
ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير الآية [ 5 19 ] .
وقوله تعالى .
وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير [ 34 44 ] .