قوله تعالى : ولا يكتمون الله حديثا .
[ ص: 253 ] هذه الآية تدل على أن الكفار لا يكتمون من خبرهم شيئا يوم القيامة ، وقد جاءت آيات أخرى تدل على خلاف ذلك كقوله تعالى :
ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين [ 6 \ 23 ] ، وقوله تعالى :
فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء [ 16 \ 28 ] .
وقوله :
بل لم نكن ندعو من قبل شيئا [ 40 ] .
ووجه الجمع في ذلك هو ما بينه
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما لما سئل عن قوله :
والله ربنا ما كنا مشركين مع قوله :
ولا يكتمون الله حديثا ، وهو أن ألسنتهم تقول :
والله ربنا ما كنا مشركين فيختم الله على أفواههم وتشهد أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون .
فكتم الحق باعتبار اللسان وعدمه باعتبار الأيدي والأرجل ، وهذا الجمع يشير إليه قوله تعالى :
اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون [ 36 65 ] .
وأجاب بعض العلماء بتعدد الأماكن فيكتمون في وقت ولا يكتمون في وقت آخر ، والعلم عند الله تعالى .