[ ص: 378 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الصافات
قوله تعالى :
فنبذناه بالعراء وهو سقيم .
هذه الآية الكريمة فيها التصريح
بنبذ يونس بالعراء ، عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، وقد جاءت آية أخرى يتوهم منها خلاف ذلك وهي قوله :
لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء الآية [ 68 \ 49 ] .
والجواب أن الامتناع المدلول عليه بحرف الامتناع الذي هو : " لولا " منصب على الجملة الحالية لا على جواب " لولا " .
وتقرير المعنى : لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء في حال كونه مذموما لكنه تداركته نعمة ربه ، فنبذ بالعراء غير مذموم ، فهذه الحال عمدة لا فضلة ، أو أن المراد بالفضلة ما ليس ركنا في الإسناد ، وإن توقفت صحة المعنى عليه ، ونظيرها قوله تعالى :
وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين [ 44 38 ] ، وقوله :
وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا الآية [ 38 27 ] ، لأن النفي فيهما منصب على الحال لا على ما قبلهما .