صفحة جزء
[ ص: 380 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الزمر

قوله تعالى : والذي جاء بالصدق .

ظاهر في الإفراد .

وقوله : أولئك هم المتقون [ 39 \ 33 ] ، يدل على خلاف ذلك ، وقد قدمنا وجه الجمع محررا بشواهده في سورة " البقرة " في الكلام على قوله تعالى : مثلهم كمثل الذي استوقد نارا الآية [ 2 \ 17 ] .

قوله تعالى : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية .

هذه الآية الكريمة تدل على أمرين :

الأول : أن المسرفين ليس لهم أن يقنطوا من رحمة الله ، مع أنه جاءت آية تدل على خلاف ذلك ، وهي قوله تعالى : وأن المسرفين هم أصحاب النار [ 40 43 ] .

والجواب أن الإسراف يكون بالكفر ويكون بارتكاب المعاصي دون الكفر ، فآية وأن المسرفين هم أصحاب النار في الإسراف الذي هو كفر .

وآية : قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم في الإسراف بالمعاصي دون الكفر ، ويجاب أيضا بأنه آية : وأن المسرفين هم أصحاب النار فيما إذا لم يتوبوا ، وأن قوله : قل ياعبادي الذين أسرفوا فيما إذا تابوا .

والأمر الثاني : أنها دلت على غفران جميع الذنوب مع أنه دلت آيات أخر على أن من الذنوب ما لا يغفر ، وهو الشرك بالله تعالى .

والجواب أن آية : إن الله لا يغفر أن يشرك به [ 4 \ 48 ] ، مخصصة لهذه ، وقال بعض العلماء : هذه مقيدة بالتوبة بدليل قوله تعالى : وأنيبوا إلى ربكم [ ص: 381 ] [ 39 54 ] ، فإنه عطف على قوله لا تقنطوا [ 39 53 ] ، وعليه فلا إشكال ، وهو اختيار ابن كثير .

التالي السابق


الخدمات العلمية