قوله تعالى :
وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام ، ذكر في هذه الآية الكريمة
أن عيسى وأمه كانا يأكلان الطعام ، وذكر في مواضع أخر أن جميع الرسل كانوا كذلك ، كقوله :
وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام الآية [ 25 \ 20 ] ، وقوله :
وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام الآية [ 21 \ 8 ] ، وقوله :
وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام الآية [ 25 \ 7 ] ، وقوله تعالى :
انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون ، معنى قوله : [ ذ \ 75 ] ، يؤفكون يصرفون عن الحق ، والمراد بصرفهم عنه ، قول بعضهم :
إن الله هو المسيح ابن مريم ، وقول بعضهم :
إن الله ثالث ثلاثة ، وقول بعضهم :
عزير ابن الله ، سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ، وعلى من يقول ذلك لعائن الله إلى يوم القيامة ، فإنهم يقولون هذا الأمر الذي لم يقل أحد أشنع منه ولا أعظم ، مع ظهور أدلة التوحيد المبينة له ، ولذا قال تعالى :
انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون ، على سبيل التعجب من أمرهم ، كيف يؤفكون إلى هذا الكفر مع وضوح أدلة التوحيد ؟ !