[ ص: 453 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الليل
قوله تعالى : إن علينا للهدى .
يدل على أن الله التزم على نفسه الهدى للخلق مع أنه جاءت آيات كثيرة تدل على عدم هداه لبعض الناس كقوله :
والله لا يهدي القوم الفاسقين [ 5 \ 108 ] .
وقوله :
والله لا يهدي القوم الظالمين [ 2 \ 258 ] .
وقوله :
كيف يهدي الله قوما كفروا الآية [ 3 \ 86 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
والجواب هو ما تقدم من أن الهدى يستعمل في القرءان خاصا وعاما ، فالمثبت العام والمنفي الخاص ونفي الأخص لا يستلزم نفي الأعم .
وأما على قول من قال : إن معنى الآية أن الطريق الذي يدل علينا وعلى طاعتنا هو الهدى لا الضلال ، وقول من قال : إن معنى الآية أن من سلك طريق الهدى وصل إلى الله ، فلا إشكال في الآية أصلا .