[ ص: 462 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة العاديات
قوله تعالى : إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد الآية .
هذه الآية تدل على أن الإنسان شاهد على كنود نفسه ، أي مبالغته في الكفر .
وقد جاءت آيات أخر تدل على خلاف ذلك ، كقوله :
وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا [ 18 \ 104 ] ، وقوله :
ويحسبون أنهم مهتدون [ 43 \ 37 ] ، وقوله :
وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون [ 39 \ 47 ] .
والجواب عن هذا من ثلاثة أوجه :
الأول : أن شهادة الإنسان بأنه كنود ، هي شهادة حاله بظهور كنوده ، والحال ربما تكفي عن المقال .
الثاني : أن شهادته على نفسه بذلك يوم القيامة ، كما يدل له قوله :
وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين [ 6 \ 130 ] ، وقوله :
فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير [ 67 \ 11 ] ، وقوله :
قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين [ 39 \ 71 ] .
الوجه الثالث : أن الضمير في قوله :
وإنه على ذلك لشهيد ، راجع إلى رب الإنسان المذكور في قوله :
إن الإنسان لربه لكنود وعليه فلا إشكال في الآية ، ولكن رجوعه إلى الإنسان أظهر ، بدليل قوله :
وإنه لحب الخير لشديد [ 100 \ 8 ] .
والعلم عند الله تعالى .