قوله تعالى :
قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون الآية ، صرح تعالى في هذه الآية الكريمة : بأنه يعلم أن رسوله - صلى الله عليه وسلم - يحزنه ما يقوله الكفار من تكذيبه - صلى الله عليه وسلم - وقد نهاه تعالى عن هذا الحزن المفرط في مواضع أخر ، كقوله :
فلا تذهب نفسك عليهم حسرات الآية [ 35 \ 8 ] ، وقوله :
فلا تأس على القوم الكافرين [ 5 \ 68 ] ، وقوله :
فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا [ 18 \ 6 ] ، وقوله :
لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين [ 26 \ 3 ] ، والباخع : هو المهلك نفسه ، ومنه قول
غيلان بن عقبة : [ الطويل ]
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه لشيء نحته عن يديه المقادر
وقوله :
لعلك باخع ، في الآيتين يراد به النهي عن ذلك ، ونظيره :
فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك [ 11 \ 12 ] ، أي لا تهلك نفسك حزنا عليهم في الأول ، ولا تترك بعض ما يوحى إليك في الثاني .