قوله تعالى : قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق .
مر الله تعالى في هذه الآية الكريمة نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأل سؤال إنكار من حرم زينة الله التي أخرج لعباده ، كاللباس في الطواف ، والطيبات من الرزق كالأنعام ، والحرث التي حرمها الكفار ، وكاللحم والودك الذي حرمه بعض العرب في الجاهلية في الحج .
وصرح في مواضع أخر : أن من قال ذلك على الله فهو مفتر عليه جل وعلا ، كقوله :
ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون [ 16 \ 116 ] ، وقوله :
قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين [ 6 \ 140 ] ، وقوله :
قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون [ 10 \ 59 ] ، وطلبهم في موضع آخر طلب إعجاز أن يأتوا بالشهداء الذين يشهدون لهم أن الله حرم هذا ، ونهى نبيه صلى الله عليه وسلم إن شهد لهم شهود زور أن يشهد معهم ، وهو قوله تعالى :
قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم \ [ 6 \ 150 ] 30 إلى غير ذلك من الآيات .