قوله تعالى : قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون .
ذكر تعالى في هذه
[ ص: 16 ] الآية الكريمة : أن أصحاب الأعراف قالوا لرجال من أهل النار : يعرفونهم بسيماهم لم ينفعكم ما كنتم تجمعونه في الدنيا من المال ، ولا كثرة جماعتكم وأنصاركم ، ولا استكباركم في الدنيا .
وبين في مواضع أخر وجه ذلك : وهو أن
الإنسان يوم القيامة ، يحشر فردا ، لا مال معه ، ولا ناصر ، ولا خادم ، ولا خول . وأن استكباره في الدنيا يجزى به عذاب الهون في الآخرة ، كقوله :
ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم [ 6 \ 94 ] ، وقوله :
ونرثه ما يقول ويأتينا فردا [ 19 \ 95 ] ، وقوله :
وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ، وقوله :
فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق الآية [ 46 \ 20