[ ص: 151 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة يونس
قوله تعالى :
والذين كفروا لهم شراب من حميم الآية .
ذكر في هذه الآية الكريمة : أن الذين كفروا يعذبون يوم القيامة بشرب الحميم ، وبالعذاب الأليم ،
والحميم : الماء الحار ، وذكر أوصاف هذا الحميم في آيات أخر ، كقوله :
يطوفون بينها وبين حميم آن [ 55 \ 44 ] ، وقوله :
وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم [ 47 \ 15 ] ، وقوله :
يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود [ 22 \ 19 ، 20 ] ، وقوله :
وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه الآية [ 18 \ 29 ] ، وقوله :
فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم [ 56 \ 54 ، 55 ] .
وذكر في موضع آخر أن الماء الذي يسقون صديد ، أعاذنا الله وإخواننا المسلمين من ذلك بفضله ورحمته ، وذلك في قوله تعالى :
من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه الآية [ 14 \ 16 ] :
وذكر في موضع آخر أنهم يسقون مع الحميم الغساق ، كقوله :
هذا فليذوقوه حميم وغساق وآخر من شكله أزواج [ 38 \ 57 ، 58 ] ، وقوله :
لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا [ 78 \ 24 ، 25 ] ،
والغساق : صديد أهل النار - أعاذنا الله والمسلمين منها - وأصله من غسقت العين : سال دمعها ، وقيل : هو لغة : البارد المنتن ، والحميم الآني : الماء البالغ غاية الحرارة ، والمهل : دردي الزيت ، أو المذاب من النحاس ، والرصاص ونحو ذلك ، والآيات المبينة لأنواع عذاب أهل النار كثيرة جدا .