قوله تعالى : (
الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله ) هذه الآية في
أهل الكتاب كما
[ ص: 43 ] هو واضح من السياق ، والأمر في قوله ( بأمره ) .
قال بعض العلماء : هو واحد الأوامر ، وقال بعضهم : هو واحد الأمور ، فعلى القول الأول : بأنه الأمر الذي هو ضد النهي ; فإن الأمر المذكور هو المصرح به في قوله : (
قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) [ 9 \ 29 ] . وعلى القول بأنه واحد الأمور : فهو ما صرح الله به في الآيات الدالة على ما أوقع
باليهود من القتل والتشريد كقوله : (
فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا ياأولي الأبصار ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم ) الآية [ 59 \ 2 ، 3 ] إلى غير ذلك من الآيات ، والآية غير منسوخة على التحقيق .