قوله تعالى :
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال .
بين تعالى في هذه الآية الكريمة : أنه لا يغير ما بقوم من النعمة والعافية حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعة الله جل وعلا .
والمعنى : أنه لا يسلب قوما نعمة أنعمها عليهم حتى يغيروا ما كانوا عليه من الطاعة والعمل الصالح ، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله :
ذلك بأن الله لم يك [ ص: 237 ] مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم الآية [ 8 \ 53 ] ، وقوله :
وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير [ 42 \ 30 ] .
وقد بين في هذه الآية أيضا : أنه إذا أراد قوما بسوء فلا مرد له ، وبين ذلك أيضا في مواضع أخر ، كقوله :
ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين [ 6 \ 147 ] ، ونحوها من الآيات ، وقوله في هذه الآية الكريمة :
حتى يغيروا ما بأنفسهم ، يصدق بأن يكون التغيير من بعضهم كما وقع يوم
أحد بتغيير الرماة ما بأنفسهم فعمت البلية الجميع ، وقد سئل صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1007776 " أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث " . والله تعالى أعلم .