قوله تعالى :
أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار .
أشار تعالى في هذه الآية الكريمة إلى أنه هو المستحق لأن يعبد وحده ; لأنه هو الخالق ولا يستحق من الخلق أن يعبدوه إلا من خلقهم وأبرزهم من العدم إلى الوجود ; لأن المقصود من قوله :
أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم [ 13 \ 16 ] إنكار ذلك وأنه هو الخالق وحده بدليل قوله بعده :
قل الله خالق كل شيء [ 13 \ 16 ] أي : وخالق كل شيء هو المستحق لأن يعبد وحده ، ويبين هذا المعنى في آيات كثيرة ، كقوله :
ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم الآية [ 2 \ 21 ] ، وقوله :
واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون [ 25 \ 3 ] ، وقوله :
أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون [ 7 \ 191 ] ، وقوله :
هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه [ 31 \ 11 ] إلى غير ذلك من الآيات ; لأن المخلوق محتاج إلى خالقه فهو عبد مربوب مثلك يجب عليه أن يعبد من خلقه وحده ، كما يجب عليك ذلك ، فأنتما سواء بالنسبة إلى وجوب عبادة الخالق وحده لا شريك له .