قوله تعالى :
وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء .
بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أنه لم يرسل رسولا إلا بلغة قومه ; لأنه لم يرسل رسولا إلا إلى قومه دون غيرهم ، ولكنه بين في مواضع أخر أن نبينا صلى الله عليه وسلم أرسل إلى جميع الخلائق دون اختصاص بقومه ولا بغيرهم ، كقوله تعالى :
قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا [ 7 \ 158 ] ، وقوله :
تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا [ 25 \ 1 ] ، وقوله :
وما أرسلناك إلا كافة للناس الآية [ 34 \ 28 ] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على عموم رسالته لأهل كل لسان ، فهو صلى الله عليه وسلم يجب عليه إبلاغ أهل كل لسان ، وقد قدمنا في سورة البقرة قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : " إن الله فضل
محمدا صلى الله عليه وسلم على الأنبياء وعلى أهل السماء ، فقالوا : بم يا
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فضله على أهل السماء ؟ فقال : إن الله تعالى قال :
ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين [ 21 \ 29 ] ، وقال
لمحمد صلى الله عليه وسلم :
إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر [ ص: 242 ] [ 48 \ 1 ، 2 ] قالوا : فما فضله على الأنبياء ؟ قال : قال الله تعالى :
وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم [ 4 \ 14 ] ، وقال الله عز وجل
لمحمد صلى الله عليه وسلم :
وما أرسلناك إلا كافة للناس [ 34 \ 28 ] ، فأرسله إلى الجن والإنس " ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14272أبو محمد الدارمي في " مسنده " كما تقدم وهو تفسير من
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس للآية بما ذكرنا ، والعلم عند الله تعالى .