قوله تعالى :
إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب .
صرح تعالى في هذه الآية الكريمة أن الكفار صرحوا للرسل بأنهم كافرون بهم ، وأنهم شاكون فيما جاءوهم به من الوحي ، وقد نص تعالى على بعضهم بالتعيين أنهم صرحوا بالكفر به ، وأنهم شاكون فيما يدعونهم إليه ، كقول
قوم صالح له :
أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب [ 11 \ 62 ] ، وصرحوا بالكفر به في قوله :
قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون [ 7 \ 75 ] ، ونحو ذلك من الآيات ، وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن من أنواع البيان التي تضمنها أن يذكر عموما في آية ، ثم يصرح في آية أخرى بدخول بعض أفراد ذلك العموم فيه كما هنا ، وكما
[ ص: 244 ] تقدم المثال له بقوله تعالى :
ذلك ومن يعظم شعائر الله [ 22 \ 32 ] ، مع قوله :
والبدن جعلناها لكم من شعائر الله الآية [ 22 \ 36 ] .