قوله تعالى :
من ورائه جهنم الآية .
" وراء " هنا بمعنى " أمام " كما هو ظاهر ، ويدل له إطلاق " وراء " بمعنى " أمام " في القرآن وفي كلام العرب ، فمنه في القرآن قوله تعالى :
وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا [ 18 \ 79 ] ، أي : أمامهم ملك ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يقرؤها : وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ، ومن إطلاق " وراء " بمعنى " أمام " في كلام العرب قول
لبيد :
أليس ورائي إن تراخت منيتي لزوم العصا تحني عليها الأصابع
وقول الآخر :
أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيا
وقوله الآخر :
ومن ورائك يوم أنت بالغه لا حاضر معجز عنه ولا باد
فـ " وراء " بمعنى " أمام " في الأبيات ، وقال بعض العلماء معنى
من ورائه جهنم ، أي : من بعد هلاكه جهنم ، وعليه فـ " وراء " في الآية بمعنى بعد ، ومن إطلاق " وراء " بمعنى " بعد " قول
النابغة :
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء مذهب
أي : ليس بعد الله مذهب ، قاله
القرطبي ، والأول هو الظاهر وهو الحق .