قوله تعالى :
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون .
بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي نزل القرآن العظيم ، وأنه حافظ له من أن يزاد فيه أو ينقص أو يتغير منه شيء أو يبدل ، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله :
وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد [ 41 \ 41 - 42 ] وقوله :
لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه [ 75 \ 16 ] إلى قوله :
ثم إن علينا بيانه [ 75 \ 19 ] وهذا هو الصحيح في معنى هذه الآية أن الضمير في قوله :
وإنا له لحافظون [ 15 \ 9 ]
[ ص: 256 ] راجع إلى الذكر الذي هو القرآن . وقيل الضمير راجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كقوله :
والله يعصمك من الناس [ 5 \ 67 ] والأول هو الحق كما يتبادر من ظاهر السياق .