صفحة جزء
قوله تعالى : ولقد جعلنا في السماء بروجا .

بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه جعل في السماء بروجا ، وذكر هذا أيضا في مواضع أخر كقوله : تبارك الذي جعل في السماء بروجا [ 25 \ 61 ] وقوله تعالى : والسماء ذات البروج الآية [ 85 \ 1 ] ، والبروج : جمع برج .

واختلف العلماء في المراد بالبروج في الآيات المذكورة ، فقال بعضهم : البروج : الكواكب ، وممن روي عنه هذا القول مجاهد وقتادة . وعن أبي صالح : أنها الكواكب العظام ، وقيل : هي قصور في السماء عليها الحرس . وممن قال به عطية ، وقيل : هي منازل الشمس والقمر ، قاله ابن عباس . وأسماء هذه البروج : الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت .

قال مقيده - عفا الله عنه - : أطلق تعالى في ( ( سورة النساء ) ) البروج على القصور الحصينة في قوله : أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة [ 4 \ 78 ] ومرجع الأقوال كلها إلى شيء واحد . لأن أصل البروج في اللغة الظهور ، ومنه تبرج المرأة بإظهار زينتها ، فالكواكب ظاهرة ، والقصور ظاهرة ، ومنازل القمر والشمس كالقصور ، بجامع أن الكل محل ينزل فيه ، والعلم عند الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية