قوله تعالى
فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه . بين تعالى في هذه الآية الكريمة عظيم منته بإنزال الماء من السماء ، وجعله إياه عذبا صالحا للسقيا ، وبين ذلك أيضا في مواضع أخر كقوله
أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون [ 56 \ 68 - 70 ] وقوله :
هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات [ 16 \ 10 - 11 ] وقوله وأنزلنا
من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا [ 25 \ 48 - 49 ] إلى غير ذلك من الآيات .
والتحقيق أن أسقى وسقى لغتان معناهما واحد كأسرى وسرى ، والدليل على ذلك
[ ص: 273 ] القراءتان السبعيتان في قوله :
وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه [ 16 \ 66 ] فإنه قرأه بعض السبعة بضم النون من أسقى الرباعي ، وقرأه بعضهم بفتحها من سقى الثلاثي ، ويدل على ذلك أيضا قول
لبيد :
سقى قومي بني مجد وأسقى نميرا والقبائل من هلال