قوله تعالى : وما أنتم له بخازنين .
فيه للعلماء وجهان من التفسير كلاهما يشهد له قرآن الأول : أن معنى
وما أنتم له بخازنين [ 15 \ 22 ] أي ليست خزائنه عندكم بل نحن الخازنون له ، ننزله متى شئنا ، وهذا الوجه تدل عليه آيات كقوله
وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم [ 15 \ 21 ] وقوله :
ولله خزائن السماوات والأرض الآية [ 63 \ 7 ] ونحو ذلك من الآيات ، الوجه الثاني : أن معنى
وما أنتم له بخازنين بعد أن أنزلناه عليكم ، أي لا تقدرون على حفظه في الآبار والعيون والغدران ، بل نحن الحافظون له فيها ، ليكون ذخيرة لكم عند الحاجة ، ويدل لهذا الوجه قوله تعالى
وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون [ 23 \ 18 ] وقوله :
قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين [ 67 ] وقوله :
أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا [ 18 \ 41 ] وقوله :
ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض الآية [ 39 \ 21 ] إلى غير ذلك من الآيات .