[ ص: 277 ] قوله تعالى :
إلا عبادك منهم المخلصين .
ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن الشيطان لما أوعد بأنه سيضل أكثر بني
آدم ، استثنى من ذلك عباد الله المخلصين ، معترفا بأنه لا قدرة له على إضلالهم ، ونظيره قوله في ص أيضا قال
فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين [ 38 \ 82 - 83 ] وعباد الله المخلصون هم المرادون بالاستثناء في قوله في
بني إسرائيل لأحتنكن ذريته إلا قليلا [ 17 \ 62 ] وقوله في سبأ
ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين [ 34 \ 20 ] وهم الذين احترز منهم بقوله
ولا تجد أكثرهم شاكرين [ 7 \ 17 ] وبين تعالى في مواضع أخر أن الشيطان لا سلطان له على أولئك المخلصين كقوله
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان الآية [ 15 \ 42 ] وقوله :
إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه [ 16 \ 99 - 100 ] وقوله
وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك الآية [ 34 \ 21 ] . وقوله :
وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي [ 14 \ 22 ] وقوله : المخلصين [ 15 \ 40 ] قرأه
ابن عامر وابن كثير وأبو عمرو بكسر اللام اسم فاعل ، وقرأه نافع
والكوفيون بفتح اللام بصيغة اسم المفعول .