قوله تعالى : ولا تحزن عليهم .
الصحيح في معنى هذه الآية الكريمة : أن الله نهى نبيه - صلى الله عليه وسلم - عن الحزن على الكفار إذا امتنعوا من قبول الإسلام . ويدل لذلك كثرة ورود هذا المعنى في القرآن العظيم . كقوله :
ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون [ 16 \ 127 ] ، وقوله :
فلا تذهب نفسك عليهم حسرات [ 35 \ 8 ] ، وقوله :
لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ، وقوله :
فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا [ 18 \ 6 ] ، وقوله :
وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين [ 5 \ 68 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
والمعنى : قد بلغت ولست مسئولا عن شقاوتهم إذا امتنعوا من الإيمان ، فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ، فلا تحزن عليهم إذا كانوا أشقياء .