قوله تعالى :
قد مكر الذين من قبلهم .
ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة : أن الكفار الذين كانوا قبل كفار
مكة قد مكروا . وبين ذلك في مواضع أخر ; كقوله :
وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا [ 13 \ 42 ] ، وقوله :
وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال [ 14 \ 46 ] .
وبين بعض مكر كفار
مكة ، بقوله :
وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك الآية [ 8 \ 30 ] .
وذكر بعض مكر
اليهود بقوله :
ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين [ 3 \ 54 ] .
وبين بعض مكر قوم
صالح ، بقوله :
ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين الآية [ 27 \ 50 ، 51 ] .
وذكر بعض مكر قوم
نوح بقوله :
ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن [ ص: 366 ] آلهتكم الآية [ 71 \ 22 - 23 ] .
وبين مكر رؤساء الكفار في قوله :
بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله الآية [ 34 \ 33 ] ، والمكر : إظهار الطيب وإبطان الخبيث ، وهو الخديعة . وقد بين - جل وعلا - أن
المكر السيئ لا يرجع ضرره إلا على فاعله ; وذلك في قوله :
ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله [ 35 \ 43 ] .