قوله تعالى : (
وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) لم يبين هنا هذا الذي يقولونه عليه بغير علم ، ولكنه فصله في مواضع أخر ، فذكر أن ذلك الذي يقولونه بغير علم ؛ هو أن الله حرم البحائر والسوائب ونحوها ، وأن له أولادا ، وأن له شركاء - سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا - فصرح بأنه لم يحرم ذلك بقوله : (
ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب ) [ 5 \ 103 ] ، وقوله : (
وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله ) الآية [ 6 \ 140 ] ، وقوله : (
قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا ) الآية [ 10 \ 59 ] ، وقوله : (
ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام ) [ 16 \ 116 ] إلى غير ذلك من الآيات ، ونزه نفسه عن الشركاء المزعومة بقوله : (
سبحانه وتعالى عما يشركون ) [ 10 \ 18 ونحوها من الآيات ونزه نفسه عن الأولاد المزعومة بقوله : (
قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ) [ 2 \ 116 ] ونحوها من الآيات فظهر من هذه الآيات تفصيل ( ما ) أجمل في اسم الموصول الذي هو ( ما ) من قوله : (
وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) .