قوله تعالى :
وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون ، إلقاؤهم إلى الله السلم : هو انقيادهم له ، وخضوعهم ; حيث لا ينفعهم ذلك كما تقدم في قوله :
فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء [ 16 \ 28 ] ، والآيات الدالة على ذلك كثيرة ; كقوله :
بل هم اليوم مستسلمون [ 37 \ 26 ] ، وقوله :
وعنت الوجوه للحي القيوم [ 20 \ 111 ] ، ونحو ذلك من الآيات . وقد قدمنا طرفا من ذلك في الكلام على قوله :
فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء [ 16 \ 28 ] .
وقوله :
وضل عنهم ما كانوا يفترون [ 16 \ 87 ] ، أي : غاب عنهم واضمحل ما كانوا يفترونه . من أن شركاءهم تشفع لهم وتقربهم إلى الله زلفى ; كما قال تعالى :
ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله . . . الآية [ 10 \ 18 ] ، وكقوله :
ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ، وضلال ذلك عنهم مذكور في آيات كثيرة ; كقوله تعالى :
وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون [ 10 \ 30 ] ، وقوله :
فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون [ 28 \ 75 ] ، وقد قدمنا معاني الضلال في القرآن وفي اللغة بشواهدها .