قوله تعالى :
وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ، نزلت هذه الآية الكريمة من ( سورة النحل )
بالمدينة ، في تمثيل المشركين
بحمزة ومن قتل معه يوم
أحد . فقال المسلمون : لئن أظفرنا الله بهم لنمثلن بهم ; فنزلت الآية الكريمة ، فصبروا لقوله تعالى :
لهو خير للصابرين [ 16 \ 126 ] ، مع أن ( سورة النحل ) مكية ، إلا هذه الآيات الثلاث من آخرها . والآية فيها جواز الانتقام والإرشاد إلى
أفضلية العفو . وقد ذكر تعالى هذا المعنى في القرآن ; كقوله :
وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله الآية [ 42 \ 40 ] ، وقوله :
والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له الآية [ 5 \ 45 ] ، وقوله :
ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل - إلى قوله -
ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور [ 42 \ 41 - 43 ] ، وقوله :
لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم - إلى قوله - :
أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا [ 4 \ 149 ] ، كما قدمنا .