ومن هدي القرآن للتي هي أقوم جعله الطلاق بيد الرجل ، كما قال تعالى :
ياأيها النبي إذا طلقتم النساء الآية [ 65 \ 1 ] ، ونحوها من الآيات ; لأن النساء مزارع وحقول ، تبذر فيها النطف كما يبذر الحب في الأرض ، كما قال تعالى :
نساؤكم حرث لكم [ 2 \ 223 ] .
ولا شك أن الطريق التي هي أقوم الطرق : أن الزارع لا يرغم على الازدراع في حقل لا يرغب الزراعة فيه لأنه يراه غير صالح له ، والدليل الحسي القاطع على ما جاء به القرآن من أن الرجل زارع ، والمرأة مزرعة ، أن آلة الازدراع مع الرجل ، فلو أرادت المرأة أن تجامع الرجل وهو كاره لها ، لا رغبة له فيها لم ينتشر ، ولم يقم ذكره إليها فلا تقدر منه على شيء ، بخلاف الرجل فإنه قد يرغمها وهي كارهة فتحمل وتلد ، كما قال
أبو كبير الهذلي :
ممن حملن به وهن عواقد حبك النطاق فشب غير مهبل
فدلت الطبيعة والخلقة على أنه فاعل وأنها مفعول به ، ولذا أجمع العقلاء على نسبة
[ ص: 22 ] الولد له لا لها .
وتسوية المرأة بالرجل في ذلك مكابرة في المحسوس ، كما لا يخفى .