1. الرئيسية
  2. تفسير المنار
  3. سورة الأنعام
  4. تفسير قوله تعالى قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا
صفحة جزء
( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ) أي والثالث مما أتلوه عليكم - مما وصاكم به ربكم - ألا تقتلوا أولادكم الصغار من فقر واقع بكم لئلا تروهم جياعا في حجوركم ; فإنه هو الذي يرزقكم وإياهم ، أي ويرزقهم بالتبع لكم ، فالجملة تعليل للنهي ، وسيأتي في سورة الإسراء : ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ) ( 17 : 31 ) فقدم رزق الأولاد هنالك على رزق الوالدين - عكس ما هنا - لأنه متعلق بالفقر المتوقع في المستقبل الذي يكون الأولاد فيه كبارا كاسبين . وقد يصير الوالدون في حاجة إليهم لعجزهم عن الكسب بالكبر . ففرق في تعليل النهي في الآيتين بين الفقر الواقع والفقر المتوقع ، ‌‌ فقدم في كل منهما ضمان الكاسب للإشارة إلى أنه تعالى جعل كسب العباد سببا للرزق خلافا لمن يزهدونهم في العمل بشبه كفالته تعالى لرزقهم . وقد ذكرنا هذه النكتة من بلاغة القرآن في تفسير : ( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ) ( 137 ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية