1. الرئيسية
  2. تفسير المنار
  3. سورة الأنعام
  4. تفسير قوله تعالى قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين
صفحة جزء
خلاصة سورة الأنعام

لو سميت سور القرآن بما يدل على جل ما تشتمل عليه كل سورة أو على أهمه لسميت هذه السورة سورة عقائد الإسلام ، أو سورة التوحيد ، على ما جرى عليه العلماء من التعبير عن علم العقائد بالتوحيد لأنه أساسها وأعظم أركانها ، فهي مفصلة لعقيدة التوحيد مع دلائلها ، وما تجب معرفته من صفات الله تعالى وآياته ، ولرد شبهات الكفار على التوحيد وما يتبع ذلك من هدم هياكل الشرك وتقويض أركانه ، ولإثبات الرسالة والوحي وتفنيد شبهاتهم على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإلزامهم الحجة بآية الله الكبرى وهي القرآن المشتمل على الآيات الكثيرة من عقلية وعلمية ، ومبينة لوظائف الرسول ودعوته وهديه [ ص: 239 ] في الناس على اختلاف طبقاتهم وأحوالهم ، وللبعث والجزاء والوعد والوعيد ، ولأحوال المؤمنين والكافرين وأعمالهم ، ولأصول الدين ووصاياه الجامعة في الفضائل والآداب - وليس فيها على طولها قصة من قصص الرسل المفصلة في السور المكية الطويلة كالأعراف من الطول ، ويونس وهود من المئين ، والطواسين من المثاني ، بل جميع آياتها في الألوهية والربوبية والرسالة والجزاء وأصول البر وأحوال المؤمنين والكافرين ، وآيات الله وحججه على العالمين ، وإنما ذكر فيها من قصص الرسل عليهم السلام محاجة إبراهيم لأبيه وقومه في التوحيد ، وما آتاه الله من الحجة عليهم لما بيناه من حكمة ذلك ، وذكر فيها موسى والتوراة للشبه بين رسالته وكتابه وبين رسالة محمد وكتابه عليهما السلام كما شرحناه في محله ، ومنه وصايا القرآن العشر ووصايا التوراة العشر ، وذكر فيها أيضا ما كان من حال الرسل عامة مع أقوامهم المشركين لأجل العبرة وتسلية خاتم الرسل صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين . وإننا بعد هذا الإجمال نذكر القراء ببعض الأصول التي يغفل الكثيرون عن جملتها وفوائد الجمع بينها .

التالي السابق


الخدمات العلمية