فتولى عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم تقدم تفسير مثله في قصة
صالح وفيه بحث دقيق في ذكر التولي عن القوم ، ومخاطبتهم بعد هلاكهم ، وقد اتحد إعذار الرسولين لاتحاد حال القومين وعذابهما ، ولكن تتمة الآية هناك :
ولكن لا تحبون الناصحين ( 79 ) وتتمة الآية هنا :
فكيف آسى على قوم كافرين ؟ ولا يبعد عندي أن يكونا قد قالا هذا وذاك ، فعبر عنهما بأسلوب الاحتباك ، والمعنى : إنني يا قوم قد أبلغتكم رسالات ربي - أي : ما أرسلني به إليكم من العقائد والمواعظ والأحكام والآداب - فجمع الرسالة هنا بحسب متعلقها ، وأفردها في قصة
صالح بحسب معناها المصدري - ونصحت لكم بما بينته من معانيها والترغيب فيها وإنذار عاقبة الكفر بها
فكيف آسى ؟ أي : أحزن الحزن الشديد على قوم كافرين أعذرت إليهم ، وبذلت جهدي في سبيل هدايتهم ونجاتهم ، فاختاروا ما فيه هلاكهم ، وإنما يأسى من قصر فيما يجب عليه من النصح والإنذار .