( البشارة الرابعة عشرة )
في الباب الثالث عشر من إنجيل
متى هكذا ( 31 قدم لهم مثلا آخر قائلا
يشبه ملكوت السماوات حبة خردل أخذها إنسان وزرعها في حقله ( 32 ) وهي أصغر جميع البذور ، ولكن متى نمت فهي أكبر البقول ، وتصير شجرة حتى إن طيور السماء تأتي وتأوي في أغصانها ) فملكوت السماء طريقة النجاة ، التي ظهرت بشريعة
محمد - صلى الله عليه وسلم ـ ؛ لأنه نشأ في قوم كانوا حقراء عند العالم لكونهم من أهل البوادي غالبا وغير واقفين على العلوم والصناعات ، محرومين من اللذات الجسمانية ، والتكلفات الدنيوية ، ولاسيما عند
اليهود لكونهم من أولاد
هاجر فبعث الله منهم
محمدا - صلى الله عليه وسلم - فكانت شريعته في ابتداء الأمر بمنزلة حبة خردل ، أصغر الشرائع بحسب الظاهر ، لكونها لعمومها نمت في مدة قليلة ، وصارت أكبرها ، وأحاطت شرقا وغربا ، حتى إن الذين لم يكونوا مطيعين لشريعة من الشرائع تشبثوا بذيل شريعته .