1. الرئيسية
  2. تفسير المنار
  3. سورة التوبة
  4. تفسير قوله تعالى وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم
صفحة جزء
فصل استطرادي آخر

نصرانية الإفرنج ولماذا لا يسلمون ! ؟ .

( فإن قيل ) : إنكم معشر علماء المسلمين ما وقفتم على كل هذه الحقائق التاريخية التي تبطل الثقة بنقل كتب اليهود والنصارى ، وعلى ما فيها من التعارض والتناقض والخطأ العلمي والتاريخي ، وكذا التعاليم الضارة التي تدل على استحالة كونها كلها وحيا من الله تعالى ، ولا على مصادر عقيدة التثليث والصلب والفداء من أديان قدماء الوثنيين - ما وقفتم على كل هذا مما لخصتم بعضه هنا وبعضه من قبل - إلا - من كتبهم الدينية والعلمية والتاريخية ، ولا سيما كتب علماء أوربة من أحرار الماديين والمتدينين جميعا ، وبالاطلاع على هذه الكتب كان المتأخرون منكم كالشيخ رحمة الله الهندي ، والطبيب محمد توفيق صدقي المصري رحمهما الله وغيرهما أعلم بما ذكر من فحول المتقدمين الذين ردوا على النصارى كالإمام ابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رضي الله عنهما ـ فكيف نرى أكثر هؤلاء النصارى ثابتين على دينهم هذا في الشرق والغرب ؟ ولا سيما الإفرنج الذين نشروا تلك الحقائق في شعوبهم بجميع لغاتهم ، ولا يزال أغنياؤهم يبذلون القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ; لنشر هذا الدين في العالم وتؤيدهم دولهم في ذلك ؟ .

بل كيف لا يستحيون وهذه حالهم في دينهم من دعوة المسلمين إليه ومن طعنهم في الإسلام ؟ بل كيف لا يدخلون في الإسلام أفواجا ، وقد اختبروا جميع الأديان والتواريخ ، وآن لهم أن يعلموا أنه هو الدين القطعي الرواية ، الموافق للعقل والفطرة . الحلال لجميع مشاكل الاجتماع المفسدة للحضارة ، الذي بين لهم حقيقة دينهم ، وما عرض عليه من البدع فأيدته فيه أبحاث المحققين من علمائهم الأحرار ؟ .

( قلنا ) : إن حل هذه المشكلات والأجوبة عن هذه الشبهات لا يمكن بسطها إلا في سفر كبير ، فنكتفي هنا بالإلمام بقضاياها الكلية المهمة بالإجمال ، وهي مبسوطة في مواضع من المنار والتفسير بالتفصيل ، فنقول :

التالي السابق


الخدمات العلمية