( الشاهد الثاني
كرامة ولي العاهرات والزناة الفاعل بالأتان )
قال في ترجمة من سماه ( سيدي
علي وحيش من مجاذيب النحارية ) كان ( رضي الله عنه ) من أعيان المجاذيب أرباب الأحوال ، وكان يأتي
مصر والمحلة وغيرهما من البلاد وله كرامات وخوارق ، واجتمعت به يوما في خط بين القصرين فقال لي : وديني
للزلباني فوديته له فدعا لي وقال : الله يصبرك على ما بين يديك من البلوى . وأخبرني الشيخ
محمد الطنيخي رحمه الله تعالى قال : كان الشيخ
وحيش ( رضي الله عنه ) يقيم عندنا في
المحلة في خان بنات الخطأ ( أي العاهرات ) وكان كل من خرج يقول له قف حتى أشفع فيك عند الله قبل أن تخرج ، فيشفع فيه ، وكان يحبس بعضهم اليوم واليومين ولا يمكنه أن يخرج حتى يجاب في شفاعته ، وقال يوما لبنات الخطأ : اخرجوا فإن الخان رائح يطبق عليكم فما سمع منهن إلا واحدة فخرجت ووقع على الباقي فمتن كلهن ، وكان إذا رأى شيخ بلد أو غيره ينزله من على الحمارة ويقول له امسك رأسها حتى أفعل فيها : فإن أبى شيخ البلد تسمر في الأرض لا يستطيع يمشي خطوة ، وإن سمح حصل له خجل عظيم والناس يمرون عليه ، وكان له أحوال غريبة ، وقد أخبرت عنه سيدي
محمد بن عثمان - رضي الله عنه - فقال : هؤلاء يخيلون للناس هذه الأفعال وليس لها حقيقة ) ) ا ه . ( ص 129 منه ) وولاية هذا المجنون أنه قواد للعاهرات بضمانه المغفرة لمن يفجر بهن بشفاعته ، وأضل منه علماء الخرافات المدعون لكرامته .