( الفصل الثاني ) :
( في الهداية الإجمالية في قصص السورة وأصول الدين الثلاثة التي دعا إليها جميع الرسل ) :
قد بينا في الكلام على
إعجاز القرآن العلمي الذي فصله في قصص الرسل - عليهم السلام - وتكرارها أنها مشتملة فيه على عشرة أنواع كلية من العلم والهداية ، فراجعها أيها المتدبر المتفقه في الصفحة 34 - 37 من هذا الجزء وتأملها إجمالا ، ثم تأمل ما في هذه السورة منها في الفصول التالية .
وأما
أصول الدين فهي المجملة في قول الله - تعالى - : -
إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون - 2 : 62 . ( الأصل الأول ) الإيمان بالله - تعالى - ، وقد بينا في الباب الأول شواهده من قصص السورة كلها .
( الأصل الثاني ) الإيمان باليوم الآخر ، وهو البعث والجزاء وسيأتي تفصيله في الباب الرابع .
( الأصل الثالث ) العمل الصالح وهو قسمان : ما أمر الله - تعالى - به ، وما نهى عنه على
[ ص: 171 ] ألسنة رسله - عليهم السلام - بعد الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك . وقد ذكر العمل الصالح باللفظ المجمل الدال على كل ما تصلح به أنفس البشر في موضعين من هذه السورة .
( الأول ) قوله بعد بيان قسمي اليئوس الكفور ، والفرح الفخور من الناس : -
إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات - الآية .
( الثاني ) قوله بعد ذكر الذين خسروا أنفسهم : -
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون - 23 . وفي معناها الإحسان في قوله : -
ليبلوكم أيكم أحسن عملا - 7 وقوله : -
إن الحسنات يذهبن السيئات - 114 .
وأما
الأوامر والنواهي المفصلة فهي من خصائص السورة المدنية ، ونذكر ما هنا من أصولها في الباب الخامس .